أخبار مصرسلايد

“كفنت بابا زي الميت” لماذا احتفظت شقيقتان بجثة أبيهما 10 أيام داخل المنزل؟

حبهما له.. بنتان تحتفظان بجثة والدهما بالمنزل بطريقة مرعبة حتى لا يفارقهما
قد لا يستوعب أغلبنا وفاة شخصٍ ما قريبًا من القلب أو عزيزًا عليه، وقد يزداد الأمر صعوبة ومأساة إذا كان المتوفي هو الأب والسند الوحيد في الحياة والقائم بكل الأدوار المحورية فيها.

ولكن أن يصل الأمر لصدمة تدفع شقيقتان للاحتفاظ بجثة والدهما بعد وفاته بطريقة مرعبة، هو ما قد يصف بإيجاز معنى التعلق بالأب ورفض فقدانه..

واقعة غريبة من نوعها، أبطالها شقيقتان في العقد الثالث من العمر وطرفها الثالث والأخير هو الأب المسن الذي تسببت وفاته في صدمة لابنتيه، ما جعلهما يضربان بالحقيقة الكونية الأزلية وهي “الموت” عرض الحائط..

ليرفض عقليهما وقلبيهما استيعاب وفاته، ويبدءان التفكير في الاحتفاظ بجثة والدهما داخل شقتهم لمدة 10 أيام، بطريقة غريبة ومرعبة لشدة حبهما له ورفضهما فراقه.

رصد القصة الكاملة

المكان محافظة الجيزة وتحديدًا في بولاق الدكرور، على مدار 30 سنة عاشت شقيقتين مع والديهما “محمد،ش” الأب الذي ألقى بظلاله وحنانه على ابنتيه عمر كامل وذلك بعد انفصاله عن زوجته، ليصبح هو الأب والأم والمربي والمعلم.

ومن شدة تعلقه بهما وتعلقهما به حاز الأب على عقل وقلب ابنتيه، كونه هو المسئول والقائم بكل الأدوار بدايةً من الرعاية والتربية وحتى التعليم والتخرج من كلية الحقوق.

وقد بدا تعلقهم الثلاثة ببعضهم جليًا في عدم استمرار زيجة البنتين لأسباب متعددة أبرزها رغبة الأب في عودة ابنتيه لمنزله ليعيشا تحت نظره وفي حضنه مجددًا.

حتى أنه وعلى حد قول جيرانه رفض الأب رجوع الابنة الصغرى لطليقها مرة أخرى بعد عدة محاولات، والذين أكدوا أيضًا أن البنتان لازمتا أبيهما المسن حال خروجه بشكل مستمر لقضاء احتياجات المنزل المختلفة.

والمرات الوحيدة التي يخرج فيها بمفرده، تكون في أوقات الصلاة التي يتوجه فيها لمسجد قريب من المنزل ويغلق باب الشقة عليهما بإحكام.

الواقعة الغريبة بدأت الأسبوع الماضي، حينما لاحظ الجيران اختفاء الأب المسن وعدم خروجه أو ابنتيه من شقتهم، فظنوا أنه يمر بأزمة صحية ولم يفكر أحد في السؤال عنه كونه محبًا للانعزال والانطواء.

وفي نهاية الأسبوع حضرت طليقته لزيارتهم والاطمئنان عليهم، إلا أن ابنته الكبرى “ج” أخبرتها بعدم تواجده بالشقة من وراء الباب وأنه ذهب لبلدتهم لأداء واجب عزاء وقام بالإغلاق عليهم.

وفي اليوم التالي، توجه ابن شقيق الأب المسن لشقته لزيارته والاطمئنان على عمله، لكن الرد لم يختلف وأخبرته احداهن بأنه أغلق الباب عليهم.

من هنا بدأت الشكوك تساور شقيق الأب الراحل، فكلما توجه لشقة أخيه تخبره الفتاتان من وراء الباب بأن والدهما نائم..

بعد مرور أكثر من أسبوع، اتصلت طليقة الأب بشقيقه واتهمته بأنه مات وأنهم يحاولون خداعها وعدم إخبارها، وهو ما زاد من شكه ودفع للتوجه لمسكنه والبحث في الأمر.

في البداية لم يتغير رد فعل الشقيقتين، رفضتا فتح الباب وزعمتا عدم تواجد الأب، ولكن الرائحة الغريبة والكريهة التي تصدر من الشقة زادت من قلقه.

فاستخدم حيلةٍ ما تمكن بعدها للدخول للشقة ليبدأ في البحث عن أخيه حتى اكتشف الكارثة، جثة شقيقه داخل الشقة وفي حالة تعفن، وملفوفة في شاش وقطن طبي..

قام الأخ بإخطار الشرطة التي حضرت لمكان الواقعة وأخطرت النيابة، التي أمرت بدورها بنقل الجثة للمستشفى والتحقيق مع الشقيقتين.

وفي واقع التحقيقات جاءت أقوال البنتين كالتالي: “بابا تعب فجأة وبدأ لونه يتغير فلفيناه بالشاش والقطن” فيما قالت الأخت الكبرى ” أنا كفنته زي الميت”

واقعة غريبة ورغم قسوتها إلا أنها توجز معنى حب الأب والتعلق به، لدرجة تدفع للقيام بفعل مرعب لرفض العقل تصديق رحيله عن عالمهما أو أن يواري جسده التراب.

لذلك قررت النيابة العامة عرض الشقيقتين على لجنة مشكلة من مستشفى الأمراض العصبية والنفسية، للتأكد من قواهما العقلية وإعداد تقرير حول حالتيهما.

وأشارت مصادر طبية إلى أن السبب وراء هذا التصرف الغريب وقيام البنتين بذلك، هو التعلق الشديد بوالديهما ومرورهما بحالة نفسية بعد وفاته لرفض الفراق.

أسماء رياض

أسماء رياض، صحافية مصرية حاصلة على ليسانس آداب من قسم الإعلام جامعة الزقازيق، أعمل بمجال الصحافة منذ عام 2013.. عملت في موقع الشرقية توداي كمراسلة صحفية، ومعدة ومقدمة تقارير، وحاليًا أعمل بقسم التحرير الصحفي، تفتنني الكتابة واللغة لذلك أكتب في كل ما يهم الناس..
زر الذهاب إلى الأعلى