أعمدة

ياسر أيوب | يكتب : تحية لكاميرا وعين حسام دياب

%d9%8a%d8%a7%d8%b3%d8%b1-%d8%a3%d9%8a%d9%88%d8%a8

هذا من عمل الشيطان.. كان هذا هو تعليق والى مصر محمد على باشا حين قدموا له أول صورة فوتوغرافية يتم التقاطها فى تاريخ مصر عام 1839.. أى بعد ثلاثة عشر عاما فقط من أول صورة فوتوغرافية يعرفها ويراها العالم، وكانت للمصور الفرنسى نيبسن الذى احتاج ثمانى ساعات كاملة ليلتقط هذه الصورة.. وتغيرت الدنيا وتوالت أعوامها حتى باتت الصورة اليوم لا تحتاج أكثر من لحظة، وأصبح بإمكان كل الناس اليوم التقاط أى صور فى أى وقت وأى مكان.. والأهم أن ذلك كله لم يعد من أعمال الشياطين.. وأكتب كل ذلك الآن احتفالا واحتراما لصديق العمر حسام دياب.. أحد أهم وأشهر وأنجح المصورين المصريين والعرب.. والذى أخيرا يفتتح الليلة فى بيت الصورة بالمعادى أول معرض له يضم أجمل وأغرب وأصعب الصور التى التقطتها عين وكاميرا حسام دياب فى رحلته الصعبة والطويلة مع التصوير.. رحلة كانت بدايتها فى لندن مع صحيفة «الشرق الأوسط» ثم «الأهرام» ثم «المصرى اليوم»، مرورا بأكثر من مكان وشباك مفتوح على إبداع حسام دياب شديد التميز والرقى.. رحلة قادت صاحبها وكاميرته إلى حيث ملوك وأمراء ورؤساء دول وحكومات وأيضا مجرمين وصعاليك، ووسط زنازين سجون وغابات وكهوف وميادين حرب وسلاح.. واليوم، يجمع حسام كل ذلك فى مكان واحد أو معرض واحد هو اختصار رحلة العمر والإبداع الطويل.. فكلها ليست مجرد صور من هنا أو هناك، لكنها روح حسام وأحاسيسه وشاعريته وأحيانا قسوته أيضا.. فهو أحد الذين أدركوا أن التصوير حياة، وأحد القلائل المصريين والعرب الذين أحالوا التصوير إلى فنٍ راقٍ ورائع، كأنهم كانوا يرسمون صورهم بأصابعهم وقلوبهم وأعينهم.. ولاأزال أذكر يوم نجح أستاذى العزيز والدائم إبراهيم حجازى فى إقناع حسام بأن يدخل مع كاميرته إلى ملاعب كرة القدم ويصبح بيته المؤقت داخل مجلة «الأهرام الرياضى».. وقد نجح حسام فى القيام بثورة حقيقية فى مجال التصوير الكروى والرياضى.. وأصبح وجوده فى ملاعب الكرة إحدى المحطات الاستثنائية والمهمة فى تاريخ الإعلام المصرى مع التصوير الكروى والرياضى منذ أن نشرت جريدة «الأهرام» أول صورة كروية عام 1928، وكانت من مباراة نهائى كأس مصر بين الأهلى والترسانة.. وعلى الرغم من المشاوير الكثيرة التى جمعتنى بحسام دياب كاثنين يحمل أحدهما القلم والآخر يحمل الكاميرا.. إلا أننى لا أنسى يوم أقنعت الراحل الكبير صالح سليم بأن يفتح بيته أمام كاميرا حسام دياب فكانت أجمل صور لصالح سليم نشرتها مجلة «الأهرام الرياضى» ثم نشرها الآخرون دون إشارة لحسام دياب.. ويوم سمح لنا صالح سليم بالسفر وحدنا على الطائرة الخاصة التى جاءت بفريق ريال مدريد من إسبانيا لملاقاة الأهلى.. ويوم سافرنا مع منتخب مصر بقيادة الراحل الجوهرى للعب أمام زيمبابوى فى ليون والعودة فى نفس اليوم.. ويوم قضينا يوما كاملا مع البابا شنودة ليتحدث لأول مرة عن الرياضة والأهلى والزمالك.. واليوم أشكر حسام دياب على كل ذلك وأشاركه فرحته بمشوار إبداعه ونجاحاته.

المصدر

زر الذهاب إلى الأعلى