ياسر أيوب | يكتب : الحافز الرياضى قضية أمن قومى!

وبالتالى لم يدفعنى أى خلاف فى رأى أو اختيار وفى أى يوم لعدم احترام من أختلف معهم مهما كان حجم هذا الخلاف أو حتى قسوته وضراوته.. وأعرف أن هناك من لايزالون يرفضون قرار إلغاء الحافز الرياضى ويواصلون انتفاضتهم وغضبهم وصراخهم ومطالبتهم بإلغاء هذا القرار.. وسأحترمهم حتى لو لم أوافقهم على أى مما يقولونه تفسيرا وتبريرا لتمسكهم بهذا الحافز.. بل إن بعضهم من فرط حماسته واندفاعه دفاعا عن هذا الحافز استسلم للمبالغات التى قد تثير الدهشة والاستغراب بأكثر مما تدعو للتضامن وتأييد بقاء هذا الحافز..

وإذا كان صديقى العزيز هشام حطب، رئيس اللجنة الأوليمبية المصرية، قد افتتح هذه المبالغات بالدعوة لمؤتمر طارئ لمناقشة قرار إلغاء الحافز مع التهديد بتصعيد الأمر لرئيس الجمهورية شخصياً لمناقشته فى هذا الأمر، رغم أن أغلبية الذين ينالون درجات هذا الحافز أو يتاجرون به لا يلعبون أصلاً ألعاباً أوليمبية تنتظر مصر منهم أى بطولة أو ميدالية..

فقد انتهى بنا الحال بأن أعلن مصطفى فكرى.. عضو مجلس إدارة اتحاد الكاراتيه.. أن إلغاء هذا الحافز الرياضى بمثابة تهديد للأمن القومى المصرى.. وقال مصطفى فكرى أيضا إن إلغاء هذا الحافز سيدفع معظم الأسر المصرية للامتناع عن ممارسة الرياضة.. ويبدو أن مصطفى فكرى ليست لديه معلومات دقيقة عن عدد الذين استفادوا من هذا الحافز الرياضى فى العام الماضى فى الثانوية العامة، والذين لم يتجاوز عددهم المائة وستين طالبا وطالبة.. أى مائة وستين بيتا أو أسرة.. فإذا كان إلغاء الحافز الرياضى بكل ما أصبح يرتبط به من فساد وتزوير وخداع سيؤدى إلى عدم ممارسة مائة وستين أسرة للرياضة والاهتمام بها.. فهذا لا علاقة له بالأمن القومى المصرى على الإطلاق..

وإذا كان صديقى الجميل والقديم وليد عطا، رئيس اتحاد ألعاب القوى، قد استسلم هو الآخر للمبالغة فأعلن صارخاً أن إلغاء الحافز الرياضى معناه ببساطة قتل الرياضة المصرية.. فمن المؤكد أن وليد لا يعرف أن معظم من ينالون الدرجات الإضافية للحافز الرياضى لا يمارسون إلا السباحة بالزعانف أو القفز بالمظلات..

فإذا كانت الرياضة المصرية فى رأى وليد عطا ستموت أو تنتحر إذا قل عدد من يمارسون سباحة الزعانف أو القفز بالمظلات فأنا لا أوافقه فى هذا الرأى.. ومن الواضح أن معظم من يرفضون إلغاء هذا الحافز لا يعلمون كل الحقائق والأرقام والحكايات والتفاصيل، وبالتالى اندفعوا للدفاع عن الرياضة دون أن ينتبهوا إلى أن هذا الحافز فى الحقيقة يفسد الرياضة ولا يحميها، وأنه لم يصنع لنا أبطالا حقيقيين إنما أشاع فسادا إضافيا لم نكن فى حاجة إليه.