أعمدة

ياسر أيوب | يكتب : الرئيس والجمهور وملاعب الكرة

10ebfbf1eacb41202ee6e0825af4d030

فى إحدى جلسات مؤتمر شرم الشيخ الخاص بالشباب الذى انتهى أمس الأول.. تحدث الرئيس السيسى عن رؤيته لعودة الجماهير للملاعب.. وكان من الواضح أن الرئيس لا يرحب بهذه العودة حاليا أو لا يريدها إلا بعد جهود كبيرة وضمانات حقيقية بألا ينتهى الأمر بمأساة جديدة.. ولا أعرف الآن عدد الذين ستتبدل مواقفهم أو مطالبهم، والذين كانوا يطالبون بعودة الجماهير فورا، وسيخافون الآن فجأة من هذه العودة ويطالبون بالتمهل والبحث والدرس بعد حديث الرئيس.. وكان سيخرج علينا مَن يشكر الرئيس لأنه استجاب لدعوته بعدم عودة الجمهور، وكان سيدور صراع حقيقى حول مَن صاحب الفكرة أو الدعوة التى لاقت هذا الاقتناع والترحاب الرئاسى لولا تأكيد الرئيس- فى نفس الجلسة- أن هذا هو موقفه منذ ثورة يناير 2011، وأنه كان معارضا لقرار المجلس العسكرى بفتح أبواب الملاعب أمام الجماهير.. والأهم من كل ذلك أن الذين تحدثوا فى شرم الشيخ عن هذا الملف الصعب والشائك والمُربك أيضا.. كان حديث معظمهم جادا وجديدا وعميقا وراقيا أيضا.

حديث يمكن اختصاره بأنه لا يمكن فتح أبواب الملاعب إلا بعد خطوات كثيرة يقوم بها الأمن ووزارة الرياضة والإعلام واتحاد الكرة وأنديتها أيضا.. وأصبحنا الآن أمام مشكلتين أساسيتين.. المشكلة الأولى تتعلق بمؤتمر شرم الشيخ نفسه، وتتعلق المشكلة الثانية بما سيحدث بعد انتهاء هذا المؤتمر.. فقد كنت أتمنى أن يسافر إلى شرم الشيخ أطراف أساسية وشركاء حقيقيون فى هذا الملف، ويتكلموا هناك ويطرحوا وجهات نظرهم.. فالذين تحدثوا كانوا الوزير والنجوم الكبار جدا والإعلاميين، لكن لم يتحدث ضابط شرطة مثلا ويقدم وجهة نظر الأمن، الذى تحدث عنه أو باسمه الجميع إلا رجال الأمن أنفسهم.. وكنا نحتاج لسماع شهادات حقيقية وواقعية من رجال الأمن فى الملاعب.. وكان من الضرورى أيضا أن يذهب شباب يمثلون الجمهور باعتباره بطل الحكاية أصلا.. وشباب من جماعات الألتراس أيضا.. فهؤلاء بالتأكيد لديهم حكايات وشهادات ووجهات نظر كانت ولاتزال تستحق الإصغاء إليها.. فالرئيس فى هذا المؤتمر كان مختلفا، ولم يكن الفرعون الذى يتكلم وحده ويلتزم الجميع بالإصغاء والسكوت.. ولم يكن الرئيس هو صاحب المنصة وكل الآخرين هناك داخل القاعة لا يملكون إلا التصفيق.. ولم يكن التأييد المطلق للرئيس هو الشرط الأساسى اللازم للسفر إلى شرم الشيخ.. وبالتالى كان لابد أن تحضر كل أطراف الأزمة وتكتمل كل الشهادات وتُقال أمام الرئيس والآخرين وأمام الجميع عبر شاشات التليفزيون.. أما المشكلة الثانية فهى ذلك الذى سيحدث مستقبلا، وهل سيعود الجميع من شرم الشيخ بتلك الأحاديث والتوصيات، التى ستصبح مع توالى الأيام والمباريات مجرد ذكريات جميلة، أم ستكون هناك خطوات حقيقية لابد منها قبل فتح أبواب الملاعب أمام الجمهور.. ولا أقصد بهذه الخطوات الجديدة مؤتمرات أخرى وكلاما جميلا يُقال من جديد.. إنما الاتفاق الجماعى على الضوابط والحدود وتفعيل القانون، الذى لابد أن يحترمه ويحافظ عليه الجميع.. وأن يسكت قليلاً أصحاب المصالح ودعاة الفتنة والتعصب والدم.

المصدر

زر الذهاب إلى الأعلى