أعمدة

ياسر أيوب| يكتب: تذكرة واحدة لمباراتنا مع غانا

 

%d9%8a%d8%a7%d8%b3%d8%b1-%d8%a3%d9%8a%d9%88%d8%a8-1

أريد مشاهدة مباراتنا مع غانا من مدرجات استاد برج العرب، وأخشى أن أفشل فى شراء تذكرة من أى منفذ للبيع.. ولهذا فكرت فى الحصول على تذكرة وحيدة من اتحاد الكرة.. وبدأت فى وضع ثلاثة سيناريوهات للحصول على هذه التذكرة..

إما أن أطلبها بشكل مباشر وشخصى من هانى أبوريدة، رئيس الاتحاد، أو ثروت سويلم، المدير التنفيذى، أو نائب رئيس الاتحاد الذى لم يتم بعد اختياره دون أى سبب أو تفسير.. وهذا بالتأكيد هو السيناريو الأول الذى لا أضمن نجاحه، لأنه ما هكذا باتت تدار الأمور فى بلادنا.. إنما لابد أن يكون هناك إما دفاع ومجاملة وحفلات تكريم وتفخيم أو هجوم وصراخ وانتقاد واتهامات حتى يهتم ويستجيب أى مسؤول.. وراجعوا كل الوقائع الأخيرة فى بلادنا ومجتمعنا ولن تجدوا فيها أى التفات أو اهتمام من أى مسؤول أيا كان موقعه ومكانته، إلا بالذى يصفق ويجيد المديح والتطبيل أو الذى يجيد الصراخ والهجوم والانتقاد الحاد والجارح..

وهكذا تأكدت مقدماً من فشل السيناريو الأول، وبالتالى قررت ألا أطلب هذه التذكرة من أى أحد.. ولم يبق إلا سيناريو الدفاع أو سيناريو الهجوم.. وأعترف بأن الاختيار بينهما لم يكن سهلاً على الإطلاق.. ليس سهلاً أن أدافع عن اتحاد الكرة وهناك كل هذه الأزمات والأسرار والخبايا والخلافات وعلامات الاستفهام والقرارات الخاطئة.. وليس سهلاً أيضاً أن أهاجم اتحاد الكرة طالما لا أملك حكايات جديدة ووقائع وأدلة ومستندات تفضح وتدين الكبار داخل الجبلاية.. كما أن الكثيرين جداً يدافعون عن الاتحاد او يهاجمونه ولكى أحصل على هذه التذكرة فلابد أن أظهر وسط هؤلاء الكثيرين إما بالتطبيل أعلى من كل الآخرين أو بالصراخ الأقوى والانتقاد الأقسى..

ولست بالمناسبة ضد التطبيل أو الصراخ.. فلم يعد يعنينى إلا الحصول على هذه التذكرة وحضور ومشاهدة تلك المباراة فى الملعب.. ولو أضمن أن التطبيل العالى أو الصراخ القاسى سيضمن لى هذه التذكرة ما ترددت أو تأخرت.. وبالتأكيد كنت أتمنى لو أن هناك وسيلة أخرى للحصول على ما أريده دون أى سلوك أنا لست مقتنعا به.. كأن أطرح على المسؤولين هناك مثلاً أفكاراً بسيطة منها معاودة النظر فى المفاهيم الكروية المصرية القديمة والحالية غير المفهومة.. فالرعاية كما يطبقها اتحاد الكرة لا مثيل لها فى العالم..

وليس هناك مؤتمر صحفى يعقده أى اتحاد فى الدنيا ثم يمنع صحفيين وكاميرات تصوير من الحضور، لأن المؤتمر تم بيعه حصريا لقناة أو شاشة رغم أن رئيس اتحاد الكرة بنفسه كان حاضراً ومن حق الجميع نقل كلامه لكل الناس دون أى حقوق حصرية.. ولا يعرف العالم حولنا حكاية الكواليس المباعة وصور اللاعبين وهم يتناولون الطعام أو يقفون أمام أبواب المصاعد.. وليس لائقاً أيضاً الهجوم بأثر رجعى والتوقف الآن أمام بنود عقد الرعاية بين اتحاد الكرة والراعى الذى تم توقيعه منذ سنتين دون اعتراض أو صراخ من أحد.. وعلى أى حال لاأزال أحلم وأحاول الحصول على هذه التذكرة.

المصدر

زر الذهاب إلى الأعلى