أعمدة

ياسر أيوب | يكتب : حيرة العرب بين الأردن والبحرين

ياسر أيوب

لم يبق سوى عشرة أيام فقط ويشهد «فيفا» انتخابات اختبار رئيس جديد خلفاً لبلاتر.. وهى الانتخابات التي يخوضها خمسة مرشحين.. سكرتير عام الاتحاد الأوروبى، جان إينفانتينو، والسكرتير العام المساعد للفيفا سابقاً، جيروم شامبينى، والجنوب أفريقى، توكيو سيكسوايل.. واثنان من العرب.. البحرينى سلمان بن إبراهيم، رئيس الاتحاد الآسيوى لكرة القدم.. والأمير الأردنى على بن الحسين، نائب رئيس الفيفا سابقاً.. ومن الصعب بالتأكيد توقع من سيفوز..

لكن الذي لابد أن يستوقفنا كلنا هو أننا أصبحنا أمام اثنين من العرب يتنافسان على ذلك المقعد.. ولابد من التساؤل عن دوافع ذلك وعن نتائجه أيضاً.. فالعرب لم يصبحوا فجأة قوة كروية عظمى بحيث يدفعوا باثنين من المرشحين لرئاسة الفيفا.. كما أن العرب أيضاً لم ينضجوا جميعهم بالتأكيد بما يكفى للتعامل مع هذا الأمر باعتباره مجرد شأن كروى لا علاقة له بالدول والقادة والسياسة والكبرياء والكرامة الوطنية.. فهل سيقبل القصر الملكى الأردنى مثلاً القرار السعودى بالتصويت للشيخ سلمان وليس الأمير على.. وهل سيقبل القصر الملكى البحرينى القرار العراقى بالتصويت للأمير على وليس الشيخ سلمان.. أم أن ذلك سيصبح سبباً جديداً لمزيد من الحساسية والخلافات العربية المتبادلة..

فنحن مثلاً لسنا مثل فرنسا التي قررت التصويت لمصلحة السويسرى إينفانتينو، وليس الفرنسى شامبينى.. ولم يغضب الإعلام أو صفحات التواصل الفرنسية وتتهم الاتحاد الفرنسى بخيانة الوطن.. فنحن كعرب لانزال بدائيين في أعماقنا وأفكارنا وانفعالاتنا وأحكامنا.. فماذا لو قررت مصر التصويت للشيخ البحرينى أو الأمير الأردنى.. هل ستتقبل البحرين أو الأردن هذا القرار، وهل ستتعاملان معه باعتباره قراراً للاتحاد المصرى لكرة القدم لا علاقة له بالرئيس السيسى والدولة والحكومة المصرية؟..

والكارثة أن اتحادنا الموقر قرر أنه يستشعر الحرج ولابد أن يرجع للرئيس والحكومة لمعرفة القرار والاختيار الصحيح.. مع أن نفس هذا الاتحاد سبق له أن انحاز لبلاتر في الانتخابات الماضية، ولم يرحب بالأمير «على» الذي كان ينافسه ولم يرجع وقتها لأى أحد.. وقلت يومها إن القرار لا يملكه إلا الاتحاد المصرى ومازلت أؤكد ذلك.. ولا أعرف لمن سيذهب صوت مصر في الانتخابات المقبلة.. فالاتحاد الأفريقى أعلن أن كل أصواته ستذهب للشيخ سلمان..

فهل سيلتزم الاتحاد المصرى بذلك أم سيكون له رأى مختلف.. وهل ستمنح الاتحادات العربية كلها أصواتها لأحد من المرشحين العرب، أم سيكون هناك من يمنح صوته للأوروبيين أو جنوب أفريقيا نكاية في البحرين والأردن معاً وغيرة منهما أيضا.. وهذه المرة لن أطالب الاتحاد المصرى بإعلان موقفه، لأننا في النهاية عرب، ولأن أحداً من العرب لن يقبل أي قرار طالما ليس وفق مصلحته وهواه.. وأتمنى أن يبقى صوت مصر سرياً في الصندوق فقط، تماماً مثلما أتمنى نجاح الشيخ أو الأمير، وليس إينفانتينو الذي تقف وراءه كل أوروبا.

المصدر

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى