أعمدة

ياسر أيوب | يكتب : كرة القدم المصرية مصابة بالسرطان

ياسر ايوب

مريض بالسرطان يبحث منذ سنين عن شفاء وأمل فى الخلاص من كل عذاباته وأوجاعه، قدموا له مرات علاجا للقلب وأزماته، وبالطبع لم ينجح العلاج فى شفاء هذا المريض، ثم قدموا له علاجا لفيروس سى، الذى ينهش الكبد، ثم لقرحة المعدة وبعدها الفشل الكلوى وعشرات الأمراض الأخرى، ولم يشف هذا المريض مطلقا.. لم يشعر أبدا بالراحة ولم يعش يوما واحدا دون آلام ومعاناة  والسبب أو التفسير الوحيد لذلك هو أن الجميع قدموا له ألف علاج صحيحا وحقيقيا ورائعا لكن لم يكن بينها العلاج المطلوب والضرورى لحالته.

وكان أساتذتنا فى كلية الطب يقولون لنا كثيرا إن الطب هو التشخيص وليس العلاج.. والطبيب الشاطر هو الذى يصل للتشخيص الدقيق والصحيح، حيث بعدها يصبح العلاج سهلا ومتاحا ويقدر عليه أى طبيب، ونحن كلنا مع اتحاد كرة القدم كنا أطباء فاشلين.. نحاول طول الوقت علاج هذا الاتحاد دون أن نملك أى تشخيص لحالته وتحديد للمرض الذى نقوم بعلاجه، فكانت النتيجة تعدد محاولاتنا وأدويتنا وصراخنا لإنقاذ هذا الاتحاد من أزماته وعثراته دون أى جدوى أو تغيير أو خلاص.. وليست تلك هى المشكلة الوحيدة.

إنما المشكلة الأكبر هى أننا كلنا نعرف ذلك، وكلنا أيضا نصر بمنتهى الغرابة على تجاهل سبب المشكلة أو المرض والعلاج المناسب له.. فتجد الجميع مثلا منذ انتهت انتخابات الاتحاد الأخيرة يتحدثون عما جرى، المفاجآت والخيانة والحسابات الخاطئة والمطامع وأزمة توزيع المناصب والمقاعد واللجان والذى نجح ولم يكن يستحق أو لم ينجح مع أنه كان الأحق بهذا النجاح.

أحاديث كثيرة وطويلة عيبها الوحيد أنها قديمة ومكررة لا جديد فيها ولا أمل أن تسفر عن أى تغيير وإصلاح.. وأنا شخصيا لم تصدمنى خسارة النجم الكبير المهذب وائل جمعة فى تلك الانتخابات، رغم أمنيتى التى كانت باستحقاقه لأكبر عدد من الأصوات..

لأننى أعرف أنه سبق لمحمد حسن حلمى بكل قامته ومكانته أن خسر نفس تلك الانتخابات وهو رئيس عظيم لنادى الزمالك، رغم أن أول من أيده ودعا لانتخابه كان صالح سليم نفسه كرئيس للنادى الأهلى، وأيضا بكل قيمته ومكانته.. أى أن تلك الجمعية العمومية سبق لها أن أسقطت حلمى وصالح سليم، فلماذا ينزعج البعض اليوم لخسارة وائل جمعة.

ولم يصدمنى أيضا كثير يقال الآن عن الأصوات والتربيطات والمصالح والمطامع، فهذا قائم ودائم منذ سنين طويلة جدا وسيبقى قائما إن لم نصل إلى التشخيص الصحيح لمرض السرطان الذى هو تلك الجمعية العمومية بتكوينها وطريقة الانتخابات وأسلوب احتساب أصواتها فى الصندوق.. جمعية عمومية يجرى تفصيلها وتعديلها دائما وفق المزاج والهوى .

جمعية عمومية تتساوى فيها أندية الأهلى والزمالك والإسماعيلى والاتحاد والمصرى بمراكز شباب لا تلعب إلا على الورق أو تكتفى بفريق واحد للكرة النسائية أو الشاطئية وبالتالى يمكننا توقع قرار واختيار هذه الجمعية العمومية ولا نتظاهر بأى صدمة أو مفاجأة.. فهذه جمعية آخر ما تفكر فيه هو مصلحة الكرة المصرية ومستقبلها.

 

shady zaabl

كاتب صحفي مصري مهتم بالمواقع الإلكترونية وإدارتها وكتابة المقالات في جميع الأقسام وذو خبرة في الصحافة والإعلام والمحتوى لـ 5 سنوات وفقً لدراسة أكاديمية وتطبيق عملي .
زر الذهاب إلى الأعلى