أعمدة

ياسر أيوب | يكتب: حين يسكت المصريون سيفوز منتخب مصر

%d9%8a%d8%a7%d8%b3%d8%b1-%d8%a3%d9%8a%d9%88%d8%a8

نلعب اليوم أمام الكونغو أولى مبارياتنا فى تصفيات مونديال جديد تستضيفه روسيا بعد عامين.. نلعب وقد سبقتنا إلى الكونغو أحلامنا الكروية الجماعية بالتأهل للمونديال بعد طول غياب.. فهذا هو الحلم العنيد الذى لم تنجح الكرة المصرية فى تحقيقه طيلة رحلة الثمانين عاما إلا مرتين فقط عامى 1934 و1990..

لم نحقق الحلم حتى حين جاءنا وقت كنا فيه أصحاب المنتخب الأفريقى الأقوى الفائز بثلاث بطولات أمم متتالية بقيادة أبوتريكة وبركات والحضرى وأحمد حسن وزيدان ومتعب ووائل جمعة وعبدالله السعيد وعمرو زكى وكثيرين غيرهم.. لم نصل للمونديال حتى ونحن نملك أحد أجمل وأهم أجيال الكرة المصرية وأكثرها نبوغا وموهبة بقيادة الخطيب وحسن شحاتة وفاروق جعفر ومصطفى عبده وثابت وإكرامى ومختار وكل النجوم الآخرين.. ولا يعنى ذلك بالضرورة أن التأهل للمونديال هو الحلم المستحيل.. ومن الوارد والممكن جدا أن ينجح الجيل الحالى فى تحقيق هذا الحلم الكبير بشرط أن نساعده كلنا ونكون معه لا عليه..

فنحن غالبا وفى كل مرة نتعامل فيها مع المنتخب المصرى كأنه منتخب الدولة التى لا نحبها ولا نحب أن تفرح بالتأهل لأى مونديال.. فعلى سبيل المثال كان هناك إصرار غير مفهوم على التقليل من شأن وقوة المنتخب الكونغولى الذى سنلتقيه اليوم.. لم نتعامل مع هذا المنتخب بالجدية اللازمة، ولم ننشغل مطلقا بمفاتيح هذا المنتخب، ونقاط قوته، وما الذى شهده من تغيير وإضافات.. إنما كان هناك إصرار على أنها مجرد الكونغو التى لابد أن نكسبها ذهابا وإيابا.. وكأننا بذلك كنا نغرس تحت جلد لاعبينا وجهازهم الفنى أنهم فى نزهة ستنتهى قطعا بالفوز الكبير دون مقاومة أو مشقة.. وحتى حين تعادلت أوغندا أمس الأول مع غانا فى نفس مجموعتنا فى مباراة كانت هناك فى غانا.. لم ننتبه للمعنى الحقيقى لما جرى وندرك كيف تغيرت أوغندا التى لانزال نراها تماما كما نرى الكونغو.. مجرد منتخب من الكومبارس الأفريقى الذى لا يليق الانشغال به أو الخوف منه.. بل قررنا أن هذا التعادل يعنى تراجع غانا وفقدانها قوتها ومكانتها التى كانت.. وكأن هذا التعادل بات طريقنا السحرى للتأهل للمونديال الروسى.. فكان الإلحاح غير الطبيعى وغير المفهوم على تصدير الفرحة والتفاؤل أكثر من اللازم، وحالة الارتياح والاسترخاء النفسى والفنى..

وفى حقيقة الأمر لم ولن نكتفى بذلك.. سنبقى دائما نفتش عن أخطاء الآخرين وأزماتهم، ونطيل الحديث عنها باعتبار هذا الحديث هو الذى سيصل بنا للمونديال.. وننسى أنه لو تعامل معنا إعلام المنافسين لنا بنفس المنهج فسيجد لدينا عشرات الأزمات والأخطاء.. تشكيك فى قدرات كوبر وإمكاناته واختياراته دون أى دعم رسمى حقيقى وواضح من اتحاد الكرة.. خلافات داخلية فى جهاز المنتخب نقلناها من السر للعلن مع بعض المبالغات فى مثل هذا التوقيت الصعب.. حتى باتت لدىّ قناعة يمكن اختصارها فى أن منتخبنا الحالى بلاعبيه وجهازه يستطيع التأهل بشرط أن نسكت نحن ونتركه وحده يلعب ويحلم بالفوز والتأهل والمونديال.

المصدر

زر الذهاب إلى الأعلى