علوم و تكنولوجيا

10 أكاذيب يخبرك بها «فيس بوك»

070416_1330_102

عشرات المواضيع تحدِّثك عن مخاطر استخدامك لعالم «فيس بوك»، الكل يحذرك من الاستمرار فيه، تشعر لبعض اللحظات بمخاوف هائلة ويتردد في ذهنك قرار بالرحيل منهُ إلى الأبد ما يلبث أن يختفي بمرور الوقت. الحقيقة أنك عالق في هذا العالم، أنت بالفعل تحتاجه لأسباب كثيرة والهروب لن يجدي نفعًا ولن يمنحك الأمان لفترةٍ طويلة.

لا داعي للرحيل إذًا، كل ما عليك أن تكتشف هذا العالم جيدًا وتعرف كيف تحمي نفسك. فيس بوك ليس إلا حياة موازية إن أردت أن تحياها، اعرفها جيدًا.

هذه الأكاذيب لا تسمح للفيس بوك أن يفرضها عليك، فقط لا تصدقها!

070416_1330_101

 

كوسائل الإعلام جميعها يتم التركيز دومًا على المشاهير والفنانين إلا أن على فيس بوك يزداد الأمر بصورةٍ كبيرة لتجد نفسك محاصرًا بين عشرات الصور ينشرها أصدقاؤك ومعارفك لرجال شديدي الجاذبية والأناقة ولسيداتٍ جميلاتٍ للغاية متحررات وشابات وليس للزمن يدٌ عليهنّ. بشكل لا إرادي يصبح هؤلاء المشاهير معيار الجمال لديك وتجدين نفسك بسهولة تتابعين صور الفنانات لمحاولة اكتشاف سر جمالهن وتقليدهن. هي أحد أهم وظائف الدعاية وهي «خلق النموذج». ولكن على فيس بوك الكل يبدو جميلًا؛ الحقيقة التي لا تعرفها أن كل الصور الجميلة تحمل من خلفها تعديلات ضخمة وتلاعبًا كبيرًا بالصور؛ ومتخصصي تجميل وتصوير. كونك لا تجيد هذه الألاعيب لا يجعل منك قبيحًا. لا
تصدقه.

 

على فيس بوك لابدّ أن تكون مميزًا، تميَّز في أي شيء، فقط كل ما عليك فعله أن تلفت النظر إليك. عالم «السوشيال ميديا» يقسم البشر إلى نوعين: إما مُميَّزين وإما سطحيين. سوف تجد نفسك منساقًا لفكرة أن تصبح مميزًا ككل هؤلاء من حولك. ربما تجد نفسك تبحث عن فعل أشياء لمجرد مشاركتها بين أصدقائك، أن تخرج إلى مكان ما لأن المشاهير من حولك يتحدثون عنه. ربما تستخدم مصطلحاتهم، وتعليقاتهم، ونفس المزحات والنكات وربما الشتائم. ربما تجد نفسك مجبرًا على الحديث في أي شيء وتقليد أشياء كنت لا تتخيل فعلها. هذا ما يفعله بك فيس بوك. إنه يخبرك بكونك سطحيًا عاديًا وفي هذا العالم لا مكان لأمثالك. ولكن تميزك الحقيقي ينبع من كونك أنت. لا تصدقه.

2 – فيس بوك يجعلك تنظر إلى نفسك باعتبارك مجرد مُعجب أو متابع. إنه يقودك للتصرف وفق ما يريد هو. إنه يستفزك للتعليق على شيء تكرهه بدلًا من تجاهله. الحديث عن موضوع سيء بدلًا من تجاوزه. المشاركة في موقف ساذج بدلًا من الاستنكار. هل لاحظت نفسك تقع في أي من هذه الأشياء من قبل؟ على فيس بوك الجميع متطرف في مشاعره يعبرون عن أفكارهم بمطلق الحرية بدرجة تتجاوز أفكارهم ذاتها وأنت تجد نفسك أمام كل هذا الكمّ الهائل من الأفكار. إنها استراتيجية الاستفزاز التي تعتمد على التلاعب بالمشاعر وأنت في نظرهم تابع يقيسون من خلالك مدى نجاحهم. لاتصدقه.

 

3- يومك روتيني للغاية وحياتك متخمة بالملل، أنت تفعل أشياء تافهة وغير مهمة على الإطلاق وكل من حولك على فيس بوك أشخاص مهمون. ولديهم علاقات كبيرة مع فنانين ومشاهير. لديهم مشروعات وإنجازات يتحدثون عنها طوال الوقت. ولكن توقَّف قليلًا وفكر. هل حياتك فعلًا خالية من أي إنجاز أم أنك فقط لا تتحدث عن أفعالك كإنجازات؟ هنا تكمن المشكلة. على فيس بوك أيُّ فعلٍ صغير يتم تقديمه باعتباره إنجازًا. الإنجاز ليس في قيمة الشيء نفسه ولكن في قدرتك على الحصول على عدد أكبر من الإعجابات «لايكس». سوف تُفاجأ حين تقابل أحد مشاهير فيس بوك ولا تجده قادرًا على قول جملة مفيدة، هي حياة فيس بوك إذًا لا تجعلها تنتقص من قيمة عملك ونفسك. لا تصدقه.

 

4- نصائح مكررة طوال الوقت من أشخاص ربما لم يعرفوا عن الحياة سوى الروايات والأفلام! عشرات الصور واللقطات تختزل عمرًا طويلًا من العلاقات الإنسانية المعقدة في ابتسامة منه لها أو في نظرة حالمة منها إليه؟ هل تعرف ما خلف هذه الصور؟ ماذا عن حياتهم؟ يتم خلق نموذج للرومانسية والحب المثالي والإخلاص الأبدي لنجد بعد سنوات طويلة أن النموذج الذي تم تقديمه ربما كان يكره حياته، أو أنه وجد السعادة في الانفصال أو ربما الخيانة! في العلاقات العاطفية لا تجعل أمامك نموذجًا قطّ. كوِّن أنت نموذجك الخاص الذي تسعى إليه مع شريكك الذي ترضى عنه ويرضى عنك، أما نموذج الحب على فيس بوك لا تصدقه.

 

5- تجعلك صور الزوجات السعيدات مع أزواجهن وأطفالنّ تشعرين ببعض التعاسة. الزوج يساعد زوجته في أعمال المنزل والأطفال مهندمون للغاية، ورائعون كالملائكة. أما واقعك فبعيدٌ كلّ البعد عن أحلامك وعن حديث صديقاتك على فيس بوك. يتحدثون طوال الوقت عن سعادتهم البالغة وحياتهم الناعمة الهادئة. هل شاهدتِ إحدى صديقاتك من قبل تخوض خلافًا شديدًا مع زوجها؟ نعم الجميع يتشاجر ويختلف ويشعر بالضيق والملل. الحياة ليست جميلة وحالمة دومًا كالصور وأحاديث الصديقات الحالمات وليست كذلك تعيسة ومؤلمة كحديث الصديقات الخائفات من الحسد. كل ما حولك يحكي تجربته هو وتجربتك أنت اجعليها مختلفة، أنت قادرة على ذلك. لا تصدقيه.

 

6- ربما تتفكَّر للحظات يوميًا كيف يستطيع كل هؤلاء السفر وزيارة الأماكن السياحية الرائعة والمطاعم، كيف يعيشون في هذه المنازل الجميلة ويركبون السيارات الفارهة وأنت تعمل طوال اليوم ولا تستطيع سوى تحمل أعباء الحياة اليومية؟! صور السيارات والبلدان الجميلة من حولك تؤكد لك أن المشكلة فيك وفي عجزك عن أن تعيش في نفس مستوى أصدقائك على فيس بوك. فجأة تجد أن أحلامك تتحول لتصبح ما فعلوه هم. أن تذهب إلى الأماكن التي زاروها وتلتقط الصور فيها وتشاركهم صورك. أن ترتدي نفس الملابس وتلتقطِي صورًا كثيرة في نفس الأماكن الرائعة وتشاركيها معهم. يجعلك فيس بوك تشعر بالفقر ويملأك بشعور التطلع الدائم لأشياء دخيلة على عقلك. نعم الحياة مليئة بالجمال ولا يجب عليك أن تمنع نفسك من السفر والاستمتاع بالوقت متى سنحت لك الفرصة ولكن اجعلها بإرادتك الحرة. أنت لست فقيرًا بحياتك الحالية ولا يعني سعيك لتحسينها أنك تمقتها. لا تصدقه.

 

7- تؤثر الدراما طوال الوقت على إداركنا للأشياء من حولنا، فبسبب براعتها أحيانًا في إشباع بعض الاحتياجات النفسية لنا تتداخل في أذهاننا مع الواقع فتصبح سلوكياتنا قريبة من سلوك أبطال أعمالنا التليفزيونية أو السينمائية المفضلة، مصطلحاتنا وطريقتنا في قول وطلب الأشياء. ربما في التعبير عن مشاعرنا ومظهرنا الخارجي. كلما كان تعلقنا بالعمل الدرامي أقوى زاد تأثيره علينا وكلما كان العمل بارعًا في معايشة التفاصيل زاد تأثيره. وما يجعل تأثيره ضخمًا هو وجود من يشاركنا التأثر به فنخلق مجتمعنا الخاص ولا نخرج منه. وهذه البيئة التي يوفرها فيس بوك بشكلٍ خاص من خلال الصفحات والمجموعات والصور. يتحول إعجابك بالشيء إلى الأسر الذي تقع فيه وتفقد قدرتك على الاتصال بشخصيتك الحقيقية وبعلاقاتك الواقعية فيقل اندماجك مع من حولك ويزيد فقط مع من يشاركك عالمك الدرامي السحري وقد يصل بك هذا إلى المرض النفسي في أسوأ الحالات. لا تصدقه.

 

8 – هذا ما يقنعك به فيس بوك وشيئًا فشيئًا تجد أنه الوسيلة الوحيدة للتواصل مع من حولك وتفقد كل سبل التواصل مع الأصدقاء في عالمك الواقعي. ربما تفقد أرقام هواتفهم إن لم تكن من مستخدمي «واتس آب». ويكون التواصل فقط عبر الرسائل والتعليقات والإعجابات أحيانًا للاطمئنان على شخصٍ يهمك. تتغيب فترة فتجد نفسك منقطعًا تمامًا عن الجميع وتشعر بالأسى أن الجميع تجاهلك وتقرِّر أن تبحث عن الأصدقاء الحقيقيين. فيس بوك يقنعك أن أصدقاءك على الموقع هم الأصدقاء الحقيقيون لتتخلى عن عالمك من أجله. لا تصدقه.

 

لا تذهب مكانًا ولا تفعل شيئًا إلا وعليك مشاركته مع الأصدقاء. سعادتك الحقيقية هي في عدد الإعجابات والتعليقات من أصدقائك. شاركهم المحاضرات واجتماعات العمل، سفرك مع الأسرة، تجوالك في الشوارع، لحظات حزنك وحبك وسعادتك، لحظات تواصلك مع الله أيضًا. من غرفة نومك ومن مكتبك ومن مطبخك. هذه الرسالة يقنعك بها فيس بوك يوميًا لتجد نفسك عاجزًا عن التفكير في فعلك نفسه. أنت فقط تفكر في رد فعل الأصدقاء حينما تشاركهم فعلك. سوف تسرح تمامًا بخيالك وتفقد كل متعة في فعلك للشيء. احذر فسعادتك تأتي من استمتاعك بتفاصيل الفعل نفسه. لا تصدقه.

 

ربما لديك أمثلة أخرى من الكذب الذي يمارسه عليك فيس بوك وربما تستمع يوميًا إلى نصائح بالتوقف عن استخدامه ولكنها ربما لا تكون نصائح جادة. فلو توقفنا عن أي شيء له تأثيرات سلبية ربما سوف نتوقف عن الحياة نفسها. كل ما عليك ألا تجعل فيس بوك يسطو عليك ويسلبك إرادتك الحرة. كن حذرًا مع أي فكرة تتم زراعتها في رأسك من خلاله. بل كن حذرًا من أي فكرة تتم زراعتها في عقلك في أي وقت.

 لقراءة المزيد من المقال الاصلي في موقع ساسة بوست …  اضغط هنا 

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى