مقالات

عبد الله اسماعيل| يكتب: هل تشترط النية في كل ليلة للصوم؟

عبد الله اسماعيل

كل عام وأنتم بخير وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يبارك لنا ولكم في القرآن العظيم والشهر الكريم ويبلغنا جميعا شهر رمضان أعواما عديدة وأزمنة مديدة في خير وفضل وعز وعافية .. آمين.

لا أخشى أن يصفني البعض بالتشدد أو التعقيد بسبب هذا المقال ولكن هو جمع باﻷدلة وفهم عن أقوال علمائنا المشهود لهم بالعلم في هذه المسألة المتعلقة بعمل قلبي لا دخل للسان ولا بالنطق أو الجهر فيها.

لقد كثر الجدل في مواقع السوشيال ميديا حول جمع النية لشهر رمضان كاملا قبل بدايته أو في أوله، والحقيقة أن حرص المسلم على أداء الفريضة على وجهها خير له من أدائها بدون دليل أو بدون فهم جيد لفريضة مكتوبة عليه، خاصة أن الثواب في أداء فريضة الصوم جزاؤه عند الله وحده وهو سبحانه من يقدره ويجزي به فقد ورد في الحديث القدسي “كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به” .

الله تعالى يقول (وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط اﻷبيض من الخيط اﻷسود من الفجر)، في اﻵية تفصيل اﻷمر المجمل بصيام الشهر كاملا في قوله تعالى (فمن شهد منكم الشهر فليصمه)، وكذلك تفصيل للمجمل في قول رسول الله صلى الله عليه (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته)، فكل ليلة في رمضان تسبق نهار الصوم نشرع في السحور واﻷكل والشرب حتى يؤذن لصلاة الفجر ثم نكمل نهارنا صائمين حسب التشريع الإلهي إلى الليل وسماع آذان المغرب، ليثبت بذلك انفصال اﻷيام عن بعضها بتحلة الصيام وهي الإفطار، ولذا لزم لكل يوم نية.

وهناك حجة في هذه المسألة وهي أن الإنسان يسقط عنه الصوم لعذر كالمرأة مثلا أو المسافر أو المريض! فانظر أيها المسلم كيف انقطعت النية بإفطار يوم أو عدة أيام من شهر رمضان الذي بيتت نية صيامه جملة؟ فاﻷحوط النية بالقلب فقط وبدون تلفظ باللسان لكل يوم على حدة.

وكذلك هناك حجة نقيسها على فريضة الصلاة، فلكل فرض نية ووضوء -إلا إن كان المصلي على طهارة ولم ينقض- فإن فات الفرض عليك يا مسلم قضيته بعينه ولا يجوز لك ان تجمع نية أكثر من فرض واحد حتى يحين ويدخل وقت الفرض الذي يليه، والصوم كذلك لكل يوم وقت بداية وإمساك عن الطعام والشراب ونهاية بالإفطار، فكيف ارتضيت أن تجمع نية أيام لم يحن وقتها ولا تعرف هل يصيبك عذر فيها أم ستصومها كاملة! وكذلك لكل يوم في رمضان نية وسحور، فإن فاتك يوم لعذر كسفر، لزمك حين تقضيه بعد رمضان نية مبيتة قبله، فالنية لصيام الفرض واجبة وليست كنية صيام التطوع.

وأخيرا فمسألة السحور وهل القيام من النوم للسحور يكفي ويجزئ عن النية بالقلب؟ وجواب ذلك ببساطة إن قام ليتسحر ليقوى على صيام يومه في رمضان فهذا سحوره بمثابة النية، أما إن قام جائعا ولا نية لديه إلا سد جوعه واستكمال نومه ناسيا فريضة الصوم المكتوبة عليه فهذا لم يجزئ سحوره عن النية وهي كما وضحنا مقرها القلب بدون تلفظ ولا جهر. والله أعلى و أعلم.

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى