أعمدة

محمد فتحى | يكتب :فى حب (ماما نجوى) وأيامها الجميلة

محمد فتحي  يكتب  وزارة لشؤون الطفل!!

لا تندهش حين أقول لك إن هناك صلة تجمع بين الإعلامية الكبيرة نجوى إبراهيم، والممثل الشهير روبرت داونى جونيور، والمطرب على الحجار، والمخترع ييل لينوس، وابنى الصغير معز، فكلهم يتفقون فى أنهم ولدوا يوم الرابع من أبريل. تخطى روبرت داونى جونيور محنة إدمانه، وأصبح بطلاً من أبطال هوليوود ليصبح (الرجل الحديدى) فى حلته الجديدة، ولا يزال على الحجار ابن العم إبراهيم يطربنا ويشجينا ونستعيد حباً قديماً بصوته، وهو يغنى (عارفة) أو نطلب من صاحبة حب قديم (ما ترجعيش) أو نخاطب بلدنا بلسانه (ما تغربيناش) أو نعيش فى لحظات نوستالجيا نادرة مع أغنياته فى تترات المسلسلات، أو نواصل دهشتنا من إحساسه المرهف حتى فى آخر ألبوماته، لنتذكر أن (بيننا حاجات)، أما ييل لينوس فلم نعرفه أنا أو أنت ولا أظنك سمعت باسمه من قبل لكن ويكيبيديا تخبرنا بأنه من أشهر مخترعى (أقفال الأمان)، وقد ذهب الرجل وبقيت أقفاله، فيما لا يمكن أن أعرفك على ابنى الأصغر معز، الذى يتم اليوم أربع سنوات إلا لو أخبرتك بآخر (إفيهاته) حيث يريد سيادته متابعة مسلسل (صلصال الدم)!!!

كل السطور السابقة فيها من التهنئة ما ليس فيها من الوصل والصلة والمحبة والامتنان لماما نجوى، التى تحررت أخيراً من حرج الكتابة عنها لعملى معها بعض الوقت فى برنامجها المتميز (بيت العائلة)، وجاء الوقت الذى يمكن أن أكتب عنها فيه غير خائف من اتهام بتملقها أو محاولة تلميعها، وهى أبعد ما تكون عن ذلك بتاريخها الكبير، وبكبار كتبوا عنها فلم يوفوها حقها.

اقتربت من (ماما نجوى) الطفلة الكبيرة التى تحاول أن تفعل كل شىء بحساب، بمبدأ، موسوسة هى لكن بحثاً عن الأفضل، فالهاجس المسيطر عليها هو إن (فيه أحسن). مهمومة بمشكلات مختلفة (نفسى أعمل حلقة عن النيل يا محمد وادعى الحكومة أن يبقى فيه وزارة للنيل). تحاول تقديمها مستفيدة من مكانتها فى قلوب محبيها، وهى تعيد اكتشاف نفسها أمام أجيال جديدة لم تستمتع برؤيتها فى أجمل أيامنا مع بقلظ، وفى برنامج الأطفال (فتحى يا زهور)، وفى بعض أعمالها الفنية التى تعاونت فيها مع كبار المخرجين.

ماما نجوى وفية، تذكر بكل حب الراحل العظيم سيد عزمى، صاحب صوت بقلظ الذى تربينا عليه، وتحكى عن (عم إبراهيم شكوكو) محرك العرائس الذى كان بمثابة الأب، وتدين بفضل كبير لمحمود رحمى وشوقى حجاب، كما أنها لا تنسى أن عودتها من جديد للشاشة كان بسبب (وش السعد) كما تسميها (إسعاد يونس) التى ظهرت معها فى حلقة كانت حديث الناس فى كل مكان.

حكاءة من الطراز الأول. تحكى عن أمها بدمعة حائرة، وعن أولادها حكم وناصر بفخر شديد، وعن أحفادها بمحبة لا تفنى ولا تستحدث من عدم، عن يوسف شاهين وفيلم الأرض، و(ساندوتشات) الكحك التى كانت تأكلها مع (الفلاحين) فى مكان التصوير، ثم صدمتهم حين رأوها تضع الماكياج بفرشاة لم يشاهدوها من قبل، فيصرخون فى صدمة: «العروسة بتحلق دقنها»!!

تضحك ماما نجوى بشدة، وهى تتذكر أنها بدأت تصرف على نفسها وعائلتها من سن الخامسة عشرة بعد أن عملت مذيعة، ثم تذكرك بمواقفها أيام برنامجها الشهير (فكر ثوانى واكسب دقايق)، وكيف (أنقذت القطة) التى حبسها أصحابها فى البلكونة وسافروا، وكيف أبلغت سجيناً بالإفراج عنه، واصطحبته لأول مرة وفى مفاجأة مدهشة إلى عائلته، وكيف كانت وفريق برنامجها يصنعون كل ذلك بإمكانيات لا تقارن بإمكانات هذه الأيام، ومع ذلك فرضوا وجودهم وصنعوا نجومية للمذيع وللعمل الذى يقدمه.

العمل مع ماما نجوى كان تجربة مهمة فى حياتى تعلمت فيها الكثير، وأهم مكاسب هذه التجربة هى أننى عملت مع قامة كبيرة ربت أجيالاً، حتى إننى كنت، وما زلت، أقول لها إن برامجها، وكل السلوكيات الجميلة التى قدمتها للأطفال وللأسرة صدقة جارية يجب أن تفخر بها، كما نفخر جميعاً..

هذا المقال ليس مجاملة، بل تحية لقامة كبيرة، ولأيام جميلة، ولمبادئ نبيلة، ولذكريات مفعمة بالشجن والسعادة، ولأمل فى أن يعود الاهتمام بالطفل من جديد فى برامج تحترمه مثل تلك التى كانت تقدمها ماما نجوى..

كل سنة وإنتى طيبة يا ماما نجوى، وابنى (معز) بالمرة!!

المصدر

زر الذهاب إلى الأعلى